تحتفل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم –الألكسو- يوم الخامس من شهر أكتوبر من كل عام مع مختلف المنظمات العالمية والإقليمية باليوم العالمي للمعلم مساهمة منها في تثمين الدور الحيوي والمحوري الذي يضطلع به المعلم وتعزيزا لمكانته الاعتبارية، وذلك انطلاقاً من إدراكها لأهمية المعلم كركيزة أساسية لتحقيق جودة التعليم وأهداف التنمية المستدامة.
وبهذه المناسبة، تؤكّد الألكسو أن هذا اليوم ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو فرصة متجددة لتسليط الضوء على الدور المحوري الذي يؤديه المعلم في صناعة المستقبل، وتشكيل الوعي، وغرس قيم المواطنة والإنسانية. فالمعلم ليس ناقلًا للمعرفة فحسب، بل هو من يوقظ العقل، ويهذب النفس، ويصوغ الشخصية. وهو من يزرع بذور الإيمان بالذات في نفوس الأجيال القادمة، ويشعل جذوة الفضول والاكتشاف، ويقودها بخطى ثابتة نحو آفاق العلم والحكمة.
ويأتي هذا الاحتفال السنوي بالمعلم اليوم في عصر تتسارع فيه التحولات التكنولوجية وتنتشر فيه أدوات الذكاء الاصطناعي وتعرف فيه المعرفة انفجارا مكثفا وينتقل فيه التعليم من حجرات الدرس إلى الفضاءات الرقمية المفتوحة لتصبح مهنة التعليم أكثر تعقيدًا وعمقًا. وهو ما من شأنه أن يدفع بالمجتمعات الإنسانية إلى إعادة صياغة مفاهيم التعليم والمعرفة، والتفكير في تطوير مسؤوليات المعلم ومهماته التربوية والتعليمية. ولا شكّ أن هذه التحولات العميقة في كل مجالات الحياة تدفع الجميع اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى دعم المعلم وتعزيز مكانته الاعتبارية داخل المجتمع ليظل أمينًا على رسالته، قادرًا على مواكبة العصر،ميسرًا وموجهًا، ومصممًا لتجارب تعلم ملهمة.
وتعزيزا لهذه الأدوار المستحدثة الموكولة اليوم إلى المدرس في القرن الحادي والعشرين، تدعو المنظمة العربيةو للتربية والثقافة والعلوم مع سائر الهيئات الدولية والمنظمات الإقليمية والعالمية إلى تكثيف الجهود الفكرية وتطوير الخيارات التربوية الوطنية والاستثمار الاستراتيجي والمنهجي وبناء الشراكات المجتمعية وتبني السياسات الداعمة والمحفّزة لتطوير مهنة التعليم واحترام كرامة للمعلم وتعزيز منزلته الاجتماعية.
وإيمانا من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بدورها العربي الاستراتيجي في تعزيز الجهود الانسانية لتحديث مهنة التعليم ومزيد تثمين مكانة المعلم، فهي تساهم في كل برامجها ومشروعاتها في المجال التربوي في:
- وضع معايير لتطوير السياسات التربوية في الدول العربية وتيسير اعتمادها مدعومة بتوصيات تتعلق بـحقوق المعلمين ومسؤولياتهم لتحسين أوضاعهم المهنية والاجتماعية.
- دعم صياغة السياسات الوطنية وتوفير المشورة والدعم التقني من أجل تطوير خطط تعليمية شاملة وناجحة تضع المعلم في صلبها.
- التذكير بضرورة معالجة النقص العالمي في أعداد المعلمين (44 مليون معلم مطلوب حتى عام 2030 وفقاً لتقديرات اليونسكو الأخيرة) وتقديم توصيات ملموسة لتحسين جاذبية المهنة وحفز الشباب على الالتحاق بها.
- التطوير المهني ورفع الكفاءات بصياغة خطط التأهيل وتنفيذ برامج التدريب المهني المستمر للمعلمين والممارسين في مجالات متعددة، تشمل تخطيط التعليم، ووضع المناهج، ومواجهة التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على البعد الإنساني للتعليم.
- تعزيز الجهود العربية لتبادل المعارف وأفضل الممارسات وعقد الاجتماعات والمشاورات الإقليمية والمنتديات الحوارية لتبادل الأفكار والخبرات بين الدول العربية حول أفضل الممارسات المتعلقة بمسائل المعلمين ووضعها في سياق الخصائص الوطنية.
- توفر الدعم للمعلمين العاملين في بيئات النزوح والأزمات، من خلال برامج متخصصة تركز على رفاهية المعلم وتطويره المهني في تلك الظروف الصعبة.
- توفير الدعم التكنولوجي في ظل الأزمات والمساهمة في نجاح التحولات الرقمية التي تشهدها الدول العربية.
- المساهمة في نشر ثقافة التوعية والاعتراف بمكانة المعلم من خلال الاحتفالات والندوات والمؤتمرات التي تتخذ من المعلم المحور الأساسي لها، ومنح الجوائز لتقدير وتشجيع المعلمين المتميزين.
واستنادًا إلى هذه الرؤية الشمولية، واحتفاءً باليوم العالمي للمعلم، فإن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ترفع أسمى عبارات التهاني والاحترام والتقدير إلى كافة المعلمين والمعلمات، وتعبر عن التزامها بتطوير التعليم وتحديث مهارات المعلمين وتثمين مكانتهم المجتمعية.