بدء الدورة السابعة للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة

بدء الدورة السابعة للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة

مندوبًا عن سمو الأميرة سمية بنت الحسن، رئيسة الجمعية العلمية الملكية، افتتح رئيس تقنيات التنمية المستدامة في الجمعية الدكتور بسام الحايك، في عمان يوم الثلاثاء 18 ديسمبر 2019، أعمال الدورة السابعة للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة، التي تنظمها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" بالتعاون مع اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم.
وتهدف اجتماعات الدورة، إلى تبادل الأفكار والآراء بين المشاركين وترسيخ التعاون العربي المشترك في البحث العلمي في المجالات ذات الأولوية ، في إطار تحقيق التكامل العربي لخدمة قضايا الأمة العربية المتمثلة في تطوير البحث العلمي وربطه بالتنمية المستدامة في مجالات الصناعة والتكنولوجيا، للنفاذ إلى المعرفة على اوسع نطاق، وخلق بيئة ملائمة للابتكار وتقدم العلوم في الوطن العربي.
وأكدت سموها في كلمة ألقاها نيابة عنها الدكتور الحايك على ضرورة رعاية الرياديين، واحتضان الأفكار الريادية والإبداعية، والتعامل معها على أنها ضربا من الملكية الفكرية، والعمل على حمايتها قانونيا كبراءات الاختراع والعلامات التجارية، فيما دعت للعمل على استقطاب العقول العربية ورعايتها والحد من هجرتها.
كما شددت سموها على أهمية تعزيز العلاقات بين العلماء والباحثين والأكاديميين و مجتمعاتهم المحلية، وكذلك علاقتهم مع الحكومات وقطاعات الإنتاج والخدمات بشكل خاص، وتفعيل شرعة وأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا في المنطقة العربية التي تم إطلاقها اخيرا خلال المنتدى العالمي للعلوم 2019، بعد أن تم اعتمادها من قبل جامعة الدول العربية مطلع هذا العام والالتزام بها، كمظلة لمنظومة أخلاقية واداة شاملة، تهدف إلى ضمان قيام العلوم والتكنولوجيا بخدمة التنمية البشرية في المنطقة العربية.
وأعربت سموّها عن تقديرها لدور لمنظمة (الألسكو)، على مبادراتها الريادية و حرصها على إقامة هذا المنتدى بمحاوره الهامة وأنشطته العلمية التي تتناول أكثر الموضوعات تأثيرا في حاضرنا ومستقبلنا.
وأكد أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية الدكتور نواف العقيل، مندوبا عن وزير التربية والتعليم، أهمية الدراسات والبحوث العلمية ، مبيّنًا أنّ العالم بات في سباق للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم التي تخدم الإنسان وتُحقّق له الرفاهية وتَضمن تفوّقه على غيره.
وقال أن البحث العلمي يُعدّ بُعدًا أساسيا في التنمية المستدامة، ويلعب دورا أساسيا في بناء المشروع القومي النهضوي للأمم، و رافدًا للعلمية الاقتصادية والاجتماعية، مبيّنًا أن الوطن العربي يشهد طلبًا غير مسبوق على التعليم العالي لما تحققه القيمة المضافة للمعرفة والبحث في عملية النمو والتنمية الاقتصادية وظهور مهن ومهارات مستحدثة تتطلب الإعداد العالي والمتشعب في التخصّصات.
ودعا الدكتور العقيل إلى تذليل التحديات التي تواجه البحث العلمي، وتوفير مناخ من الاستقلالية والحيادية والقدرات النقدية، على أن تتحلّى مؤسّسات التعليم العالي بالمسؤولية الاجتماعية وتقوم بدور فاعل في مشاركة المجتمع وتحولاته وتسليحه بالقدرة المعرفية التي تمكنه من التنافسية في عالم أصبح يزداد اعتمادًا على رأس المال الفكري.
وأكد مدير عام منظمة "الألكسو"، الدكتور محمد ولد أعمَر ، أهمية هذه الدورة للمنتدى لوجود الكثير من القضايا والمستجدات التي تستوجب على الدول العربية المزيد من الاهتمام والعناية بها، في ظل العديد من التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الوطن العربي، والتحولات العميقة التي تشهدها المجتمعات العربية، وانتشار التطبيقات التكنولوجية، وتوظيف تقانات النانو والتقانات الحيوية وتطبيقات الذكاء الصناعي.
وقال إنّ الدول العربية عليها النهوض بالتعليم والبحث العلمي وجعله على سلم أولوياتها وسياساتها، حتى نتمكن من بناء المواطن العربي الذي تتجذر فيه أسس التفكير المنهجي العلمي والمؤهل لانتاج وتوظيف المعرفة، والقادر على التحول إلى عنصر فاعل في مجتمعه، والتفاعل الإيجابي مع باقي مكونات المجتمع ومحيطه الإقليمي الدولي.
وعرض الدكتور ولد أعمر إنجازات " الألكسو" في إنفاذ وتفعيل القرارات الصادرة عن القمم العربية والداعية إلى إصلاح التعليم والنهوض بالبحث العلمي ، ورسم رؤية عربية مشتركة تدفع بالبحث العلمي العربي نحو التطور وتربط أنشطته بالتنمية والاقتصاد.
من جانبه، اعتبر أمين عام اتحاد الجامعات العربية الدكتور عمر عزت سلامه، أن التنمية المستدامة تُمثّل إطارًا ومرجعية لرؤية المؤسسات الأكاديمية والبحثية، لتكون التنمية
في غاياتها النهائية طموح الشعوب وامل المجتمعات، وتحقق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين الجميع، مبيّنَا أنّ مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي التي تقوم على البناء المعرفي والنتاج البحثي تعد البيئة المناسبة التي تحقق متطلبات التنمية المستدامة في المستوى الثقافي والفكري والعملي.
وأكّد أن اتحاد الجامعات العربية، وبما ينضوي تحته من جامعات، قد ركز في استراتيجيته للأعوام 2019 -2030، على المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لاسيما المتعلق منها بالتعليم والجيد الشامل والمنصف و المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة العربية في التعليم، وتعزيز فرص العمل اللائق والابتكار لشباب المنطقة ومواكبة المستجدات وتطوير مراكز البحث العلمي وتحقيق المعيارية العالمية في التعليم العالي ومخرجاته.
وعرض رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران، في محاضرة الافتتاح، لدور البحث العلمي في تعزيز الأمن القومي العربي، أشار فيها إلى الفجوة المتزايدة في البحث والتطوير والاختراعات والابتكارات بين العالم العربي والعالم المتقدم، ما يدعو الدول العربية لزيادة الاستثمار في البحث والتطوير في مجال العلوم للوصول إلى 1 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، وبناء المعرفة ونقل التكنولوجيا لتطوير الاعتماد على الذات.
وقال إن العالم العربي بحاجة إلى التركيز على التعليم الجيد النوعي للتفكير الناقل وحل المشكلات، وتشجيع ابداع الخريجين ليصبحوا علماء ومبدعين وقادة في مجال البحث والتطوير، داعيا إلى إيجاد بيئة محفزة لإطلاق عقول الرجال والنساء وتوسيع نطاق وصولهم إلى آفاق عليا من مهارات التفكير.
وتبحث جلسات دورة المنتدى على مدار ثلاثة أيام، البحث العلمي وارتباطه بالأمن القومي العربي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية المستدامة، ونقل التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال للشباب والمرأة، و التصنيع الزراعي والغذائي العربي، و البحث والتطوير في الوطن العربي بين الماضي والحاضر والمستقبل، بالإضافة إلى تحديات المجتمع الرقمي/البحث العلمي والاقتصاد المعرفي، والتعايش مع ندرة المياه في الوطن العربي، و دور البحث العلمي في الحفاظ على البيئة وعلاج مشاكل التلوث، واستقطاب العقول العربية والحدّ من هجرتها.

مزيد من الصور