احتضن مكتب تنسيق التعريب، التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، بمقره في الرباط، الندوة العربية المتخصصة لتوحيد مصطلحات الأرشفة والتوثيق، وذلك في إطار جهوده المستمرة لتوحيد المصطلح العربي وتعزيز الانسجام المصطلحي في مختلف الحقول والتخصصات المعرفية.
وتأتي هذه الندوة النوعية في سياق مشروع معجمي مشترك بين مكتب تنسيق التعريب والمجلس الأعلى للغة العربية بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، يهدف إلى إعداد معجم عربي موحد خاص بمجال الأرشفة والتوثيق، يُراعي خصوصيات هذا المجال الحيوي ويواكب مستجداته العلمية والتقنية.
وقد جاءت فكرة المشروع استنادًا إلى توصية صادرة عن “يوم الوثيقة العربية”، الذي تنظمه إدارة المعلومات والتوثيق والترجمة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والتي دعت إلى ضرورة تطوير معجم موحّد للمفاهيم والمصطلحات المرتبطة بالتوثيق والأرشفة، بما يعزز حماية الذاكرة المؤسسية العربية، ويدعم التحول الرقمي في مجال إدارة الوثائق.
وشكّلت الندوة محطة مفصلية في مسار مراجعة وتدقيق مضامين المعجم، حيث ناقش نخبة من الخبراء والمتخصصين من مصر، الجزائر، المغرب، اليمن، بلجيكا، وموريتانيا، إلى جانب ممثلتين عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، قائمة المصطلحات المقترحة وتعريفاتها وفق معايير علمية موحّدة.
استُهلّت الجلسة الافتتاحية بكلمة معالي المدير العام للألكسو، الدكتور محمد ولد أعمر، ألقاها نيابة عنه مدير المكتب الدكتور مراد الريفي، أعقبتها كلمة الدكتورة هناء عصفور ممثلة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ثم كلمة الدكتور صلاح بلعيد الأمين العام للمجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، ألقتها بالنيابة عنه الأستاذة حنيسة كاسحي عن بُعد. وقد أكد المتدخلون في كلماتهم على أهمية هذا المعجم في صون الذاكرة العربية المشتركة وتعزيز التكامل المهني والمعرفي في ميدان الأرشفة والتوثيق، لا سيما في ظل التحولات الرقمية التي تعرفها المؤسسات الوثائقية.
وشهدت الندوة جلسات علمية غنية، بمشاركة نخبة من الأساتذة والخبراء، من بينهم: الأستاذة إيمان النصر، الدكتور أحمد قادم، الدكتور محمد عزت أمنة، الدكتورة سميرة بن عبد الوهاب، الدكتور حميد العواضي، الدكتور شكيب الشعيري، الدكتور إسلمو ولد سيدي أحمد، حيث استُعرضت الجوانب النظرية والتقنية لمشروع المعجم، واقتُرحت سبل تطوير محتواه وتحيينه بما يستجيب لحاجيات الممارسة المهنية المعاصرة.
كما أسهم كل من الدكتور عبد الفتاح لحجمري، الدكتورة ليلى المسعودي، والدكتور عبد العلي الودغيري في إغناء النقاش برؤى علمية ومنهجية عميقة، ساعدت في بلورة التوجهات المفاهيمية والمعجمية للمشروع.
واختُتمت الندوة بإصدار مجموعة من التوصيات العملية، من أبرزها: (أ) اعتماد المعجم وتعميمه على المؤسسات المتخصصة؛ (ب) تطوير أدوات رقمية لرصد المصطلحات وتحيينها؛ (ج) ربط المصطلحات بقاعدة بيانات مكتب تنسيق التعريب، بما يُمكّن من البحث والتصنيف الآلي للمداخل.