الألكسو ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية تعقدان "الاجتماع رفيع المستوى حول الخطة الشاملة للثقافة العربية"

الألكسو  ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية تعقدان "الاجتماع رفيع المستوى حول الخطة الشاملة للثقافة العربية"

 

انطلقت اليوم الاثنين 21 نوفمبر 2022 بالعاصمة المغربية الرباط، أشغال لقاء رفيع المستوى للتعريف بالخطة الشاملة المحدثة للثقافة العربية، ببادرة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية.

وفي كلمة معالي المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، أكّد على أن الخطة الشاملة للثقافة العربية المحدثة تشكل وثيقة استرشادية شاملة يمكن أن تسهم في تنفيذ التزامات التنمية الثقافية بالدول العربية وتدعيم عملية متكاملة لرسم سياسات الاندماج الاجتماعي والتنمية المستدامة، بالاستناد إلى تأثير وقوة الثقافة، ووضع خطط تعتمد على الثقافة من أجل تحقيق الرفاه والسلم الاجتماعي في المنطقة العربية.

وأضاف معاليه أن هذه الوثيقة تعتبر إثراء للمشاركة العربية في التفكير العالمي المتجدد في السياسات الثقافية، وتبرز وتعزز دور ومكانة الثقافة العربية في صياغة مستقبل الثقافة الإنسانية، مشيرا إلى أنها تؤكد أيضا على أهمية تطوير السياسات الثقافية بالدول العربية، وربطها بالشواغل المصيرية خاصة قضايا السلم والأمن والتنمية.

 

وأبرز في هذا الصدد أن مراحل إعداد الخطة الشاملة للثقافة العربية التي استمرت سنة كاملة، شكلت فرصة عملت خلالها المنظمة وفريق الخبراء على إشراك الدول العربية في تفكير متجدد في السياسات الثقافية لمعالجة التحديات وتحديد الأولويات العاجلة والمستقبلية من أجل صياغة قطاع ثقافي عربي أكثر قوة وفاعلية.

وشدّد معالي الأستاذ الدكتور ولد أعمر، أن هذه الخطة عملت أيضا على توسيع نطاق السياسات الثقافية لتشمل القضايا الأكثر تأثيرا في حياة الناس، مضيفا أن الأمر يتعلق ب"نهج يرتكز بالكامل على السياسات العامة وآفاق التنمية المستدامة ويتماشى مع خطة منظمة الألكسو لتعزيز التبادل الحر للأفكار والمعارف وتشجيع التعاون بين البلدان العربية وتوظيف قوة الثقافة لمواجهة التحديات المشتركة".

 

من جهته أكّد معالي وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، السيد محمد المهدي بنسعيد، في كلمة تليت نيابة عنه خلال افتتاح هذا اللقاء، أنّ المغرب قطع أشواطا هامة في وضع الثقافة ضمن أولويات التنمية الشاملة وفي ترسيم التعدّد اللغوي والتنوع الثقافي للهوية المغربية، مبرزا أنّ المملكة حرصت على إدراج المكون الثقافي كمحور أساسي ضمن النموذج التنموي الجديد.

ونوّه الوزير بقيمة الوثيقة المرجعية التي أعدتها منظمة (ألكسو) حول مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية، بالاعتماد على خبرة عربية رفيعة المستوى، مبرزا أنّ هذه الوثيقة تتقاطع مع الجهود التي تبذلها المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

من جهتها، سلطت مديرة الثقافة وحوار الحضارات بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الدكتورة سعاد السايحي، الضوء على الدور الريادي الذي يضطلع به المغرب الذي صار "مركزا للتنوع المعرفي والثقافي ووجهة نموذجية للتسامح والتلاقي والعيش المشترك والانفتاح على ثقافات العالم"، ما جعل من المملكة "منبتا للمبادرات الراهنة في حقل استثمار التنمية الثقافي ضمن منظومة التنمية المستدامة".

 

وأضافت السايحي أن المتغيرات التي يتسم بها المشهد الثقافي العالمي فرضت إعادة النظر في الخطة الشاملة للثقافة العربية ومراجعة توجهاتها الاستراتيجية، في أفق إعادة بناء العمل الثقافي العربي المشترك.

من جانبه، أبرز الأمين العام للجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة، الدكتور جمال الدين العلوة، أهمية هذا اللقاء، باعتباره يساهم في تعزيز الجهود الإقليمية والدولية للنهوض بالمكون الثقافي باعتباره إحدى الدعامات الرئيسية في بناء المجتمعات الحديثة، مضيفا أن الثقافة تضطلع بدور مهم في النهوض بالمجتمعات باعتبارها المحدد الرئيسي الذي يوجه مجهود التنمية والتطوير.

بدوره، أبرز مدير إدارة الثقافة والتراث بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور سعد بن محمد الزغبي، الدور الهام للثقافة في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، داعيا إلى تظافر الجهود وتفعيل الشراكات بين المنظمات من أجل تحقيق الأهداف العربية المشتركة.

يشار إلى أن هذا اللقاء رفيع المستوى، الذي تمتد أشغاله ليومين، يسعى للتعريف بالخطة الشاملة المحدثة للثقافة العربية، التي تم إقرارها في مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي بدولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة 19-20 ديسمبر 2021.

ويتضمن برنامج هذا اللقاء العلمي أربع جلسات عمل تتناول مواضيع متنوعة من قبيل "تقديم التقرير التأليفي والمحاور الكبرى وأهداف الخطة الشاملة للثقافة العربية (المحدثة)، و"السياسات الثقافية والحكامة في ظل التحديات الراهنة"، و"الثورة الرقمية والصناعات الإبداعية".

كما تتناول جلسات هذا اللقاء مواضيع "الهوية والموروث ومقتضيات الانخراط في مسار الحداثة"، و"تمويل العمل الثقافي وتنويع مصادره"، وعرض المشاريع المقترحة ضمن الخطة الشاملة المحدثة للثقافة العربية، وبحث شراكات علمية بين الدول العربية.