مدير عام ألكسو لـ قنا: مبادرة كتارا منحت الرواية العربية مكانتها ونحرص على حماية التراث الثقافي بالقدس

مدير عام ألكسو لـ قنا: مبادرة كتارا منحت الرواية العربية مكانتها ونحرص على حماية التراث الثقافي بالقدس

تونس في 18 يونيو /قنا/ أشاد سعادة الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" ألكسو"، بالتعاون المثمر بين المنظمة ودولة قطر. في الشأن الثقافي.. فيما شدد سعادته على دور المنظمة في حماية التراث الثقافي والحضاري في مدينة القدس وسائر الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، والسعي لدى المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، العاملة في المجال الثقافي، لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، في هدم المؤسسات الثقافية العربية والإسلامية، مؤكدا أن القضية الفلسطينية بكل مكوناتها وتفرعاتها تحظى باهتمام ودعم خاص من المنظمة وجميع البلدان العربية.

وقال مدير عام "ألكسو"، في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن المنظمة، بناء على الطلب الذي تقدمت به المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" في العام 2016، وبالتنسيق مع بقية الدول العربية نجحوا في تقديم مبادرة رائدة لمنح الرواية العربية مكانتها في المشهد الثقافي العربي والعالمي عموما، حيث تم اعتماد الأسبوع العالمي للرواية خلال اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو في دورته 112، والمؤتمر العام لليونسكو في الدورة 41 اللذين انعقدا في شهر نوفمبر من العام الماضي، ومن ثم سيكون هناك احتفال سنوي خلال الفترة 13 - 20 أكتوبر من كل عام بالرواة والرواية في مختلف أصنافها ومواضيعها وأغراضها وكتابها.

وأشار إلى أن هذه المناسبة فرصة في كل أنحاء العالم لنشر قيم التسامح والسلام والعيش المشترك والترويج للإبداع الإنساني في هذا المجال وخاصة التعريف بما تزخر به الحضارة العربية وإبرازه للبشرية جمعاء.. موضحا أن المنظمة شرعت في الاستعداد لهذا الأسبوع من خلال التواصل مع كل المهتمين بهذا المجال في كل البلدان العربية وتتجه النية إلى أن يتم اعتماد موضوع لكل دورة، وأن يكون الاحتفال بالنسبة إلى الدورة الأولى عربيا مشتركا مع ترك المبادرة إلى كل بلد عربي للاحتفال بطريقته الخاصة.

وشدد سعادته على أن موضوع فلسطين وتراثها حاضران في كل الأنشطة والبرامج والمؤتمرات التي تعقدها الألكسو وخاصة فيما يتعلق بالجانب الثقافي، ويتم إفراد هذه المسألة ببند خاص في كل دورة من دورات مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي وذلك لعرض الأوضاع الثقافية في فلسطين والقدس والتداول بشأنها وحشد الدعم لها، فضلا عن تخصيص جلسة في كل دورة من دورات مؤتمر الآثار والتراث الحضاري للتراث الفلسطيني، وكذا الشأن بالنسبة إلى اجتماعات مرصد التراث العمراني والمعماري بالبلدان العربية الذي خصص اجتماعه الخامس لموضوع "المحافظة على مدن التراث الإنساني المهددة بالخطر "مدينة القدس".

وتابع مدير عام منظمة الألكسو في حديثه لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن الاجتماع الرابع عشر للجنة الخبراء العرب في التراث الثقافي والطبيعي العالمي خصص لدراسة الملفات العربية المسجلة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر وتم خلاله التركيز بصفة خاصة على ملف القدس: البلدة القديمة في القدس وأسوارها، وغيرها من المحطات الهامة فالقضية الفلسطينية حاضرة ثقافية في مختلف برامج وأنشطة المنظمة، إلى جانب سعيها إلى إحياء كل المناسبات الرمزية ذات العلاقة بمقاومة الشعب الفلسطيني ونضاله التحرري مثل يوم الأرض واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وغيرهما.

كما دعا سعادة الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم"ألكسو" إلى ضرورة تقييم مسار العمل الثقافي العربي أثناء فترة جائحة كورونا كوفيد 19، واقتراح مشروع ثقافي عربي يحمل مواجهات ديناميكية ويستجيب للتحديات التي يواجها العمل الثقافي العربي المشترك. وقال "إننا بحاجة إلى مشروع يستشرف الحلول ويدعم تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال القطاعات الثقافية بين الدول العربية والاستفادة منها لتحقيق انتعاش مستدام في الاقتصاديات المحلية القائمة على الإبداع"، مشيرا إلى أن المنظمة تعمل حاليا مع الجهات المتخصصة في الدول العربية على تنفيذ هذا المشروع حسب الاحتياجات التي تعبر عنها الدول، مؤكدا على الدور الحيوي والحاسم للثقافة في زمن الأزمات، لأن الثقافة تعزز الإحساس بالانتماء إلى المجتمع البشري وتمنح المعنى لإنسانيتنا ولقيمنا الحضارية.

وأوضح أن منظمة الألكسو كانت قد وضعت مشروعا عربيا ثقافيا مشتركا خلال أزمة كورونا، لتعزيز القدرات المهنية والعملية للمشغلين والعاملين في مجال الثقافة والتراث بالدول العربية لدعم شبكة الأمان الاجتماعي للمشتغلين في قطاع الثقافة والتراث، وتعزيز قدرات الأفراد والمؤسسات الثقافية الصغيرة لتتمكن من الصمود أمام تحديات الأزمة الحالية، ليقدم المشروع مجموعة واسعة من الأنشطة، تشمل دعم القدرات والتشبيك والمرافقة، وهيكلة المؤسسات الثقافية ورعاية المؤسسات الصغيرة والناشئة في مجال الثقافة والتراث، منوها بأن هذا المشروع جاء عقب تعرض قطاع الثقافة والإبداع في الدول العربية في ظل جائحة كورونا إلى خسائر مالية كبيرة، وزيادة نسب البطالة في صفوف المبدعين والتقنيين والموظفين والعمال المرتبطين بهذه القطاعات.

ونوه إلى أن الدول العربية اعتمدت سياسات متفاوتة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية على القطاعات الثقافية والإبداعية، معتبرا أن معظم هذه السياسات والتدابير لم تكن بالقدر الكافي لإنقاذ هذه القطاعات واحتواء تداعيات الجائحة، ولذلك لا يمكن قياس انعكاس المشروع على الوضع الثقافي الراهن والتحقق من نتائجه قبل الانتهاء من البرنامج التنفيذي المعتمد للسنة الحالية، كاشفا بأنه سيتم تقديم تقرير حول مدى تقدم إنجاز المشروع وما حققه خلال المؤتمر القادم للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي الذي سيعقد بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية في شهر ديسمبر المقبل.

وأكد سعادة الدكتور محمد ولد أعمر مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم"ألكسو"، في حديثه لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن المنظمة تعمل منذ نشأتها على تعزيز الوحدة الثقافية للأمة العربية من خلال تثمين المشتركات الثقافية خاصة اللغة العربية والتراث الثقافي، والسعي إلى دعم العمل العربي الثقافي المشترك، والتنسيق بين البرامج الثقافية في الدول العربية مع وضع خطة قومية لتحقيق التكامل بين السياسات الثقافية والإعلامية في الوطن العربي عبر عدة آليات؛ أهمها: التنفيذ الأمين لكل التوصيات والمشاريع التي تصدر عن مؤتمرات الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي وتلك التي تصدر عن المؤتمر العربي للتراث الحضاري.

وأشار إلى أن من أهم أليات التكامل الثقافي العربي إطلاق السوق الثقافية العربية المشتركة، للسماح بحرية تبادل السلع والمنتجات الثقافية، وتكثيف المشاركة في الأنشطة والفعاليات، وحرية تنقل المثقفين والمبدعين والفنانين بين الدول المشاركة في السوق، بالإضافة إلى مشروع شبكة المدن العربية المبدعة والمستدامة، ما يعد فرصة هائلة لتأكيد دور المدينة العربية باعتبارها فضاء محفزا للإبداع والتنمية المستدامة.

وشدد مدير عام " ألكسو " على أهمية دور الصناعات الثقافية والاقتصاد الإبداعي في تحقيق أهداف التنمية، حيث تشير الاحصائيات إلى كون الصناعات الثقافية والإبداعية هي الأسرع نموا في العالم، وأنها خيار إنمائي مستدام، كما أن الصناعات الثقافية والاقتصاد الإبداعي يشكلان صناعة خضراء تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول العربية، لافتا إلى أن المنظمة تعمل حاليا على وضع خطة عربية طويلة المدى للنهوض بقطاع الصناعات الثقافية والاقتصاد الإبداعي في الدول العربية وتوظيفه في خدمة أهداف التنمية البشرية المستدامة ووضع مؤشر هو الأول من نوعه يحدد مساهمة الصناعات الثقافية والاقتصاد الإبداعي في الناتج المحلي في الدول العربية.

وأوضح أن أهداف ومبادئ ومشاريع العقد العربي للحق الثقافي "2018 -2027 " والموقع في تونس في يونيو 2018 ، تعتبر إطارا للعمل العربي المشترك من أجل تطوير الثقافة وتوظيفها في التنمية ودعم النمو الاقتصادي عن طريق تطوير الصناعات الإبداعية ، مؤكدا أن هذا العقد الذي يمتد عشر سنوات يمثل فرصة للدول العربية لمزيد من التفكير والتدبر وتعميق النظر حول "الحق الثقافي" كقضية جوهرية ومستقبلية بالنسبة لأوطاننا لإعادة هيكلة المؤسسات الثقافية وتقريب الخدمة الثقافية من المواطن العربي.

ودعا مدير عام "ألكسو"، خلال حديثه لوكالة الأنباء القطرية" قنا"، الدول الأعضاء إلى الاستفادة القصوى من مخرجات هذا العقد، مؤكدا أن المنظمة تعمل على دعم قدرات الدول التي تعلن عن احتياجاتها في مجال تطبيق وتفعيل أهداف ومبادئ ومشاريع العقد العربي للحق الثقافي.

وأشار سعادة الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" ألكسو"، في حديثه الخاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إلى أن المنظمة تساند جهود المنظمات الدولية المهتمة بإعادة تأهيل الممتلكات الثقافية المتضررة في الأراضي العربية سواء بالإسهام في نشر الوعي أو الصيانة أو الترميم أو التسجيل المنظم، حفاظا على الذاكرة التاريخية العربية لها، إلى جانب حماية التراث الثقافي في العراق والتعاون مع المنظمات الدولية من أجل استرداد ما نُهب من آثاره، ودعم تعليم اللغة العربية في أوساط أبناء المهاجرين من العرب، ودعم تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مع الاستعانة في ذلك بالوسائل الحديثة والتقنيات الجديدة.

وأكد على أهمية سجل التراث العمراني العربي باعتباره ميثاق المحافظة على التراث المعماري والعمراني وتنميته ، حيث رأت المنظمة أن أفضل آلية لإنجاز هذا السجل هو مرصد التراث العمراني والمعماري في البلدان العربية ، وعليه شرع المرصد في الاستعداد لهذا الاستحقاق على مختلف الأصعدة القانونية والفنية ونظم اجتماعه الثامن العام الماضي حول هذا الموضوع ، وصدر عنه توصية بإنجاز لائحة تفسيرية لهذا الميثاق وتم اعتماد هذه التوصية في الدورة 22 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي الذي عقد في دبي في سنة 2021، لافتا إلى أن المنظمة شرعت في إنجاز هذه اللائحة ليتم اعتمادها في الاجتماع القادم للمرصد وعرضها لاحقا على الدورة القادمة للمؤتمر بالمملكة العربية السعودية للشروع في إعداد هذا السجل، داعيا البلدان العربية للتعاون في إنجاز هذا السجل والاستفادة من التجارب المماثلة.

وتناول مدير عام ألكسو في حديثه "لقنا" دور المنظمة في تنسيق العمل العربي المشترك في المحافل والمناسبات والاجتماعات الدولية بغاية الخروج بموقف موحد إزاء بعض القضايا وخاصة المتعلقة بالشأنين الثقافي والتراثي، مشيرا إلى نجاحها والمجموعة العربية في أغلب المناسبات في تنسيق المواقف وخاصة فيما يتعلق بتسجيل الممتلكات الثقافية وعناصر التراث الثقافي غير المادي على قائمة التراث العالمي.

وأضاف أنه وجد إقبالا كبيرا من طرف البلدان العربية على تسجيل عناصر التراث غير المادي منذ سنة 2008، فكان لزاما على المنظمة أن تضطلع بمهمة تأطير وترشيد هذه المبادرات، سواء من خلال المساعدة الفنية والتقنية للدول التي تنجز ملفات خاصة بها، ولكن بصفة خاصة من خلال الإشراف على الملفات العربية المشتركة، لافتا إلى أنه حتى عام 2021 بلغ عدد العناصر المسجلة في كل البلدان العربية 58 عنصرا، وقد أشرفت المنظمة على 3 ملفات مشتركة وهي ملف النخلة وقد تم تسجيله في سنة 2019، وملف فنون الخط العربي تم تسجيله في سنة 2021، وملف النقش على المعادن وقد تم إيداعه خلال الدورة المنتهية ومن المنتظر أن يتم تسجيله في الاجتماع القادم للجنة الدولية الحكومية للتراث الثقافي غير المادي في نهاية سنة 2022، موضحا أن المنظمة تواصل الاضطلاع بهذه المهمة وخلال هذه السنة تواصل الإشراف على ملفين الأول حول فن البناء بالطين والتقاليد المرتبطة به وتشارك فيه 12 دولة عربية، والملف الثاني يخص الحناء وتشارك فيه 16دولة عربية حتى الآن.