مدير عام الألكسو يفتتح أشغال المؤتمر العام للمنظمة في دورته ال 26 العادية بتونس

مدير عام الألكسو يفتتح أشغال المؤتمر العام للمنظمة في دورته ال 26 العادية بتونس


 
افتتحت اليوم السبت بقمرت (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية) أشغال الدورة (26) للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) على المستوى الوزاري، بمشاركة وفود الدول العربية
الأعضاء.
ودعا المدير العام للألكسو' الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر في كلمة افتتاحية له بالمناسبة، الى ضرورة تكاتف الجهود للتّعامل الأمثل مع التحديات التي يعيشها العالم العربي اليوم.
وأعرب عن تطلعه ليكون المؤتمر في دورته الحالية محطّة واعدة تنطلق منها رؤية استشرافية جديدة وبرامج عملية تتيح للمنظّمة القيام بدورها في بناء جيل عربي جديد يعتز بهويته ولغته وحضارته، ويحرص على الارتقاء بوطنه العربي إلى الأفضل.
وأبرز الأستاذ الدكتور ولد أعمر أن ''الألكسو تعد بمثابة محطة بارزة في مسيرتها من أجل التّمكين للوحدة الفكرية بين أقطار الوطن العربي بعد انتهاء جائحة كورونا'‘، مذكرا بما أنجزته المنظمة خلال السنوات الأخيرة لاسيما في فترة الكوفيد 19، حيث تم تنفيذ حوالي 108 نشاطا سنة 2021 من أصل 163، أي بنسبة 67% رغم تداعيات كوفيد 19 في مختلف المجالات التربوية والثقافية والعلمية ''.
وأشار في هذا الخصوص الى خطة العمل المستقبلية 2023-2028 والتي اعتمدها المجلس التنفيذي والخطّة العربية للتّعليم في حالات الأزمات والطوارئ.
ولاحظ معالي المدير العام للمنظمة أن الهوية الثقافية العربية بالرغم من ازدياد الوعي بها، ما تزال مهددة جراء الغزو الثقافي مثلا عبر البرامج المستوردة والكتب المترجمة، مشيرا الى أن التحدي اليوم يكمن
 في الحفاظ على الهوية الثقافية العربية أي القيم والمثل التي تميزت بها الثقافة العربية عبر العصور والتي جعلت من الحضارة العربية والإسلامية مصدر إشعاع ونور ومعرفة لشعوب الأرض كلها مثلما جعلت العرب أمة واحدة.
واعتبر أن الحفاظ على هذه الحيوية الثقافية يتجلى في العمل على استمرار عطائها وابداعها انطلاقا من أصالتها وتفاعلها مع ثقافات العصر.
وبخصوص اللغة العربية، أفاد المدير العام بأنها ''أصبحت مهددة بسبب تفشي وانتشار اللهجات المحلية وإدخال المصطلحات الأجنبية في التخاطب اليومي'‘، مشددا على أن ''موضوع اللّغة العربية والنهوض بها وتعزيزها تعليمًا وتعلّمًا يعد من صدارة اهتمامات المنظمة خاصّة وأنّ مشروع النهوض باللّغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة هو أحد قرارات القمم العربية''.
 وأكد حرص المنظمة على ''تنفيذ الأنشطة والمشاريع الدائمة الخاصّة باللّغة العربية والمبرمجة في خطط المنظمة وموازناتها ، والعمل على تعزيز تعليم اللّغة العربية وتعلمها ونشرها للناطقين بغيرها من خلال معهد الخرطوم الدولي للغة العربية، ذراع المنظمة الفني في هذا المجال، مشيرا الى أن ''المنظمة تعمل حاليا بالشراكة مع البنك الإسلامي للتّنمية على تنفيذ مشروع الإطار المرجعي للّغة العربية تعليمًا وتعلمًا''.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر أن موضوع فلسطين والقدس الشريف يحظى بعناية خاصّة من قبل المنظمة، اذ تقوم بتقديم الدّعم المالي والفني لدولة فلسطين في مجالات الاختصاص، وتنفيذ العديد من الأنشطة والمشاريع التي تقترحها اللّجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، فيما تخصّص المنظّمة سنويا في موازنتها دعما للمشاريع الفلسطينية لتمويل الأنشطة   التربوية والثقافية والعلمية.
من جهة أخرى، أكد معاليه أن عام 2022 يعتبر آخر عام للخطة المستقبلية للمنظمة (2017-2022) ولذلك تمت المبادرة الى وضع خطة العمل المستقبلية للمنظّمة للأعوام (2023- 2028)، تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة 2030، لاسيما الهدف الرابع منها.
وشدد على أن المنظمة ستعمل في المرحلة القادمة على تفعيل وحدة التقييم و مالاستشراف لتضاعف جهودها من حيث متابعة تنفيذ البرامج وتقييم الأنشطة ووضع مؤشّرات تحقّق الأهداف وتقييم الأثر لتمكين الإدارات من تقييم وتقويم أنشطتها في الوقت المناسب.
يشار الى أنه جرت في بداية الجلسة الافتتاحية، مراسيم تسليم رئاسة المؤتمر الى جمهورية العراق من جمهورية الصومال الفدرالية المتحدة التي كانت تترأس الدورة الخامسة والعشرين.
كما ألقى السيد عبد الرحمن محمد عبد الله وزير الدولة للتربية والثقافة والتعليم العالي بجمهورية الصومال، ممثل لمعالي المهندس عبدالله أبوكر حاجي رئيس الدورة السابقة، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام، ثم ألقى كلمة الدكتور حسنين فاضل معلة رئيس المؤتمر الحالي وممثل جمهورية العراق.
كما ألقى معالي السفير الدكتور محمد صالح بن عيسى الأمين العام المساعد رئيس مركز تونس للجامعة العربية كلمة بالمناسبة.

ثم تولى عدد من أصحاب المعالي الوزراء الحاضرين ورؤساء الوفود المشاركة إلقاء كلمات تناولوا فيها جهود المنظمة في رسم السياسات الثقافية والتربوية والعلمية  وكذلك الجهود المبذولة من قبل دولهم لتطوير وتحديث الخطط التعليمية وما تحقق  من نسب ومؤشرات  في هذه المجالات داعين  إلى دعم جهود المنظمة في ترسيخ  عملها الثقافي والتربوي والعلمي . 
ثم تولى عدد من أصحاب المعالي الوزراء ا في رسم السياسات الثقافية والتربوية والعلمية  وكذلك الجهود المبذولة من قبل دولهم .
يذكر أنه تم تكريم هيئة مكتب المجلس التنفيذي السابقين ..
- الدكتور سامي السلايطة رئيس المجلس التنفيذي الأسبق
- الأستاذ حسنين فاضل معلة رئيس المجلس التنفيذي السابق
-الدكتورة حمدة حسن السليطي نائب الرئيس السابق
-الدكتور إسماعيل شعيب المقرر السابق للمجلس التنفيذي
-الأستاذ ناصر الرواحي المقرر السابق للمجلس التنفيذي.
هذا ويواصل المجلس أعماله لرصد البنود المدرجة.
وقد سبق أعمال المؤتمر تدشين معرض لوحات الخط العربي ساهمت به مكتبة الملك عبد العزيز العامة.
وتجدر الإشارة الى أن المجلس التنفيذي للمنظمة كان قد عقد دورته 117 بتونس من 19 و20 مايو الجاري، برئاسة الأستاذ هاني بن مقبل المقبل رئيس المجلس التنفيذي، تمهيدا للمؤتمر العام، الذي يشارك فيه أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء التربية والتعليم في الدول العربية، فضلا عن ممثلين عن عدد من المنظمات الإقليمية والدولية