انطلاق الدورة ) 22 ( لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي وقمّة اللّغة العربيّة. أكسبو دبي 2020

انطلاق الدورة ) 22  ( لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي وقمّة اللّغة العربيّة. أكسبو دبي 2020

انطلقت يوم الأحد 19 ديسمبر 2021 أعمال الدورة الثانية والعشرين ( 22) لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، وقمّة اللّغة العربية، بحضور أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود والمنظمات .
كما شهد حفل انطلاق الدورة 22 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي مراسمَ تسليم رئاسة المؤتمر من جمهورية مصر العربية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ثمّ التوقيعَ على إعلان الإمارات للّغة العربية، بحضور وتحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي،

وقد تمّ توقيع هذا الإعلان من كل من:
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ومعالي الأستاذة نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، رئيسة الدورة ) 22( للمؤتمر، ومعالي الأستاذ أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومعالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر ، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،

وشهدت الجلسة المسائية إلقاء الكلمات الافتتاحية للدورة (22) تحت رئاسة معالي الأستاذة نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، رئيسة اللجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم، وألقى معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة كلمة استهلها بالشكر والترحيب بأصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود في مؤتمرهم هذا الذي تستضيفه دولةُ الإمارات العربيّة المتحدة، ووجّه التحية للحضور لتلبيتهم الدعوة للمشاركة في أعمال المؤتمر ودعمِهم للمنظّمة ومساندتهم لها في تنفيذ برامجها وأنشطتها لتنهض برسالتِها، وتُحقّق مقاصدها التي من أجلها أُنشئت، وبعد أن وجّه جزيل الشكر إلى دولة الإمارات العربيّة المتحدة: قيادة وحكومة وشعبا على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وإحكام الإعداد والتنظيم وللحضور الكريم على تفضّلهم بالمشاركة ومواكبة أعمال المؤتمر، ولأعضاء اللجنة الدائمة للثقافة العربيّة على ما بذلوه من جهد مثمّن في التعاونِ معَ المنظّمة للتحضير لعقد هذا المؤتمر،
كما تضمّنت كلمة معاليه، أنّه ليس من شكّ في أنّ جائحةَ كوفيد 19 قد أثّرت تأثيرًا سلبيّا بالغا على جميع مجالات الحياة وقطاعات العمل في دول العالم كلّها، ومنها قطاع الثقافة الذي تضرّر كثيرا، إذْ أُغلقت المتاحف ومواقع التراث والمسارح ودور السينما، وتوقّفت البرامج والأنشطة والفعاليات الثقافية لشهور، بفعل الحجر الصحّي الشّامل والتباعد الاجتماعي، وسُجّلت خسائر كبيرة في الوظائف ، حيث قدّرت مراكز الرصد والإحصاء، ومنها مرصد الألكسو، الخسائر المالية لصناعات الموسيقى والسينما والنشر والسياحة الثقافية بملياراتِ الدولارات.
مؤكدا أنه تحقّقت بعض الرّهانات عبر التّعليم عن بعد ومن خلال تنفيذ الزيارات الافتراضية للمواقع الأثرية والمتاحف وبرامج التوعوية. حيث كان التحدّي الأكبر أمام ذلك الرهان هو عمق الفجوات التكنولوجية والمعرفية والمادية بين الدول، وأنّ هذه واحدة من التحدّيات التي يجب أن نتصدّى لها وأن نبحث لها عن حلول جماعية تضمن استدامة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للجميع.
كما أعتبر معالي المدير العام أنَّ من بين أنجع السُّبل التي تمّ اعتمادها في مواجهة تلك التحدّيات وفهمها وإيجاد حلول ناجعة لها، تشخيص الواقع تشخيصا دقيقا.
واستمر معاليه قائلا، لقد تفطنتم أصحاب السُّمو والمعالي إلى منزلة الخطّة الشّاملة ومكانتِها بينَ أدبيات الألكسو ووثائقها المرجعية، ووجّهتم بضرورة مُراجعتها بعد أن مرّ على تأليفها ما يزيد على الثلاثين عاماً، حيث ظهرت تحدّيات عظيمة لم تكن في الحُسبان حين صمّمتها حينها الألكسو بالتّعاون مع الدّول العربية.

مذكّرا، أنّنا أخضعنا وثيقة الخطّة الشاملة للثقافة العربيّة للتشخيصِ والمراجعةِ والتحديثِ، بموجبِ قرار حصيف ورشيد من المؤتمرِ في دورته السابقة.
وأننا إذ اليوم نضع بينَ أيدي أصحاب القرار هذه الوثيقة المرجعية، فإنّنا نأمل أن تكونَ مُواكبة للتحدّيات والمتغيّرات والمستجدّات وأن تكون بمضاميِنِها الجديدة، مستجيبة لتطلّعات دُولنا العربيّة في مجال الثقافة، ومُرجعا معرفيا مفيدا للباحثين الشباب ولكل المعنيّين بالشأن الثقافي العربي.
إن المنظّمةَ العربية للتربية والثقافة والعلوم منذ أن عكفت على مراجعة الخطّة الشاملة للثقافة العربيّة وتحديثها، شرعت في الاستجابة لمتطلّبات أخرى تلبية لأولويات الدول العربية واحتياجاتِها طبقا لما أقرّه المؤتمر العام للمنظّمة، وما تضمّنته ميزانيتها للدّورة المالية 2020 – 2021، من برامج وأنشطة.

وذكّر معاليه بمبادرة المملكة العربية السعودية الرائدة ومساعدتها النوعية حيث أشرفت المنظمة على إعداد ملف فنون الخط العربي الذي تمَّ تسجيله يوم 14 ديسمبر 2021، على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة اليونسكو. وأنّها نجحت مع الدول العربية في اعتماد الأسبوع العالمي للرّواية من قبل المؤتمر العام لليونسكو.
كما أعدّت المنظّمة مع شركائها من الدول العربية برنامجًا طموحًا سيمنح الدول الأعضاء الفرصة للالتحاق بالُمعدّلات الدولية في إعداد ملفّات العناصرِ التراثية بغرض تسجيلها على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غيرِ المادي للبشرية لليونسكو. وأولت اهتماما متزايدا بحقُول ثقافيّة واعدة على غرارِ السّياسات والصّناعات الثقافية والاقتصاد الإبداعي وحَوْكمةِ الثقافة.

أكّد معاليه أن الألكسو ستواصل مسيرتَها في النهوض برسالتها، وخاصّة فيما هو مرتبط بالكنوز الثقافية لأمتنا: اكتشافا وتعريفا وصيانة، ومدّ جُسور التّواصل مع الثقافات الإنسانة، مع الحفاظ على هويّتنا وخصوصيّتنا الثقافية، ومواكبة التحوّلات الكبرى التي يعرفُها العالم. وستظلّ المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم قويّة بدعمكم ورعايتكم من أجل تكامُل ثقافي يُعزّز رُوح التضامن بين دُولنا، ويُرسّخ قيم التّسامح والتعايش والاحترام المتبادل في مجتمعاتنا، ويرفض العنف والتطرّف والإقصاء والتهميش.

وفي ختام كلمته ، أشار معالي المدير العام للألكسو إلى أنّ انعقاد مؤتمرنا اليوم، يتزامن مع إحياء اليوم العالمي للّغة العربية، معتبرا إياها فرصة لتجديد التزام الألكسو بالعمل مع الدول العربية ومع شركائها بخدمتها وتطوير تعليمها وتعلّمها وتيسير تداولها في مجالات الحياة كافة؛ التعليميّة والثقافيّة والاقتصاديّة والعلميّة.
انتقل المشاركون في المؤتمر بعد ذلك إلى تحديد موعد ومكان انعقاد الدورة القادمة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، حيث تقرّر انعقاده بالمملكة العربية السعودية في عام 2022.

وفي الفترة المسائية شهد المؤتمر انطلاق فعالية مهرجان وجائزة البردة.