الألكسو تحتفل باليوم العالمي للفنّ

الألكسو تحتفل باليوم العالمي  للفنّ

تحتفي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مع سائرُ المجموعة الدولية وكلّ المجتمعات المُحبّة للجمال والإبداع، بالفنّ والفنّانين الذي يُصادف الخامس عشر من أبريل من كلّ عام. وهي مناسبة للتّفكير في المُبدعين الذين يُساهمُون باستمرار في جعل العالم مكانا أفضل للحياة والاعتراف بجهودهم ونبل رسالتهم. وهي فرصة أيضا لتأكيد الصّلة بين تطوّر أشكال الإبداع الفني وأنماط الحياة الاجتماعية وقيمها، وإذكاء الوعي بأهمية تنوّع أشكال التّعبير الفني وحيويّتها ، وتسليط الضّوء على مساهمة الفنّانين في صياغة العالم الذي نعيش فيه وتذليل مصاعبه، فكما يقول الرسّام العالمي بيكاسو: "الفنّ يمسحُ عن الرّوح غبار الحياة اليومية".
وعلى الرّغم من إغلاق المُدن وتأجيل التظاهرات ومنع التجمّعات واعتماد تدابير التّباعد الاجتماعي بسبب تفشّي جائحة كوفيد-19، لا يزال الفنّ والفنانُون يتخطّون بنا كل الحُدود عبر عمليّة الإبداع المُحلقة والعابرة لجميع الحواجز، لأنّ للفنّ مفاتيحه السحرية التي تفتح جميع الأبواب وتُقرّب المسافات بين كلّ النّاس.
والفنّانُون هم وحدهم الذين يسردُون بأسلوبهم الخاصّ حكاية التّواصل والتّبادل والحوار بين جميع البشر، ويدعون العالم إلى التّعارف أكثر، ويمُدّون جُسور التّواصل الحضاري والإنساني بين مختلف المجتمعات بلغة الفنّ الذي يُتقنها جميع النّاس، ويُبشّرون بقيم التّعايش والتّسامح والسّلام بين البشر.
وفي هذا الإطار تُساهم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم-كبيت خبرة- في مجالات تخصّصها في الاحتفاء بالفنّ والفنّانين على مدار السّنة، وتُواصل العمل مع شركائها في الدّول العربية والمنظمات الدوليّة والإقليميّة في دعم الفنون والفنّانين والعمل على الارتقاء بهذا المجال الهامّ على مختلف المستويات. وخلال السّنة الماضية ورغم الأزمة الصحية العالميّة، التي لازالت مُستمرّة، تُساهم المنظمةُ، من خلال الأنشطة التي تُنفّذها والمُبادرات التي تُطلقها، في دعم صُمود الفنّانين. وفي هذا الإطار احتفت المنظمة بعدد من المُبدعين في مجالات الموسيقى والمسرح والسينما والفنون التشكيليّة والشّعر... واحتضنت عددا من اللقاءات وورش العمل -عن بعد، وحضوريّا، قدر الإمكان، بمُراعاة التّدابير الصحيّة اللازمة. وجمعت هذه اللقاءات مُبدعين من مشارب وتخصُّصات مختلفة، كما كانت المنظمةُ طرفا في شراكات مع عدد من الأطراف المعنيّة بهدف تنفيذ مشاريع مُشتركة لحماية الفنّانين وتخفيف وطأة الأزمة الصّحية على قطاع الفُنون عامّة.
وستُواصل المنظمة العمل مع شُركائها من الفنّانين والمُبدعين للبحث عن أفضل السُّبل لدعم الحركة الفنيّة في الوطن العربي بوصفها القوة النّاعمة المُعبّرة عن هُموم وتطلّعات المُجتمعات والمُخفّفة من وطأتها. كما ستعملُ على إحلال الفنّان العربي المنزلة التي هو جدير بها، حتّى يتواصل إبداعه وفنّه وعطاءه، ويُساهم بدوره في تحقيق التّنمية المُستدامة المنشودة في دولنا. فالاستثمار في الثقافة بمختلف مشاربها، لم يعُد اليوم ترفا أو مُكمّلا من المُكمّلات التي تدعم الاقتصاد، في كنف ما يشهده العالم من مُتغيّرات ومن تطوّر سريع في طُرُق الإنتاج الاقتصادي وتوفير مصادر الثّروة والرّخاء الاجتماعي. وفي هذا الصّدد تسعى المنظّمة إلى حثّ الدُّول العربيّة على مراجعة تشريعاتها وقوانينها المُتعلّقة بوضعيّة الفنّان لتعزيز دوره وتمكينه. كلّ عام والفنّ والفنّانون بخير.