بيان المنظمـــة العربيّـــة للتربيـــة والثقافـــة والعلوم بمناسبــة يوم السياحـــة العــربي

بيان المنظمـــة العربيّـــة للتربيـــة والثقافـــة والعلوم  بمناسبــة يوم السياحـــة العــربي

يحتفل العالم العربي يوم 25 فبراير من كل سنة بيوم السياحة العربي وهو التاريخ الذي يتطابقُ مع ميلاد الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة أصيل المغرب الأقصى ودفين مدينة طنجة، والذي عُرف برحلاته شرقًا وغربًا واقترن اسمه بالرحلة والسفر والترحال. وبناءً على توصية المنظمة العربية للسياحة، وضُع الاحتفال هذه السنة تحت شعار "التحول الرقمي نحو سياحة عربية آمنة" في ظرفية يواجهُ فيها هذا القطاع أزمات حادة بسبب تأثيرات جائحة كورونا وما خلّفته من شللٍ شبه تام في عمل المؤسسات والوكالات السياحيّة وتعطّل مختلف الأنشطة ذات العلاقة التزاما بالاحتياطات الصحيّة الهادفة للحدّ من انتشار الوباء المذكور وهو ما تسبّب في صعوبات كبيرة لملايين المُشتغلين به والمستثمرين في هذا القطاع.

وعلى الرغم من ذلـك، تُشير أغلب المؤشّرات إلى أن العالم سيشهد انطلاقة اقتصادية جديدة قريبا بعد تراجع عدد الإصابات بالفيروس بفضل حملات الوقاية والتّلقيح. وستتعافى مختلف القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها السياحة مع العودة الكثيفة المنتظرة للرّحلات، والتنقّلات عبر العالم بعد التعطّل الذي فُرض عليها بسبب الجائحة، وهو ما يدعو جميع الفاعلين في قطاع السياحة إلى الاستعداد لهذه المحطّة القادمة وتأمين عودة سريعة للنّشاط السياحي والاستفادة من الخبرة الرقميّة التي تمّت مُراكمتها أثناء فترة كورونا في التحوّل نحو سياحة عربية آمنة كما يدلُّ على ذلك الشّعار الذي اختارته المنظمة العربية للسياحة لاحتفال هذه السنة. 

والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومن منطلق اهتمامها بهذا المجال في إطار عدة برامج مُتّصلة بالتّنمية المستدامة، ولاسيّما السياحة الثقافية وتثمين التراث على وجه الخصوص، تدعو مختلف المتدخّلين إلى المزيد من التنسيق ومواصلة الجهود لتجاوز مُخلّفات هذه الأزمة وتداعيّاتها، والتفكير في آليات مُبتكرة للارتقاء بالخدمة السياحيّة والتّركيز بصفة خاصة على تثمين المخزون الطبيعيّ والثقافيّ، المتنوّع والثريّ، في البلدان العربية لتقديم منتوج سياحي أصيل ودائم، دونما إضرار بالخصوصيّات الطبيعيّة والمحافظة على الهوية الثقافية والبيئة، ودعم التشاركيّة مع أصيلي المناطق السياحيّة بعيدا على سياسات التسويق والتسليع التي غزت العالم اليوم.

كما تذكّرُ المنظمة بأن السياحة، وبالإضافة إلى دورها الاقتصادي، هي أولا وقبل كل شيء حقلٌ للمثاقفة وتبادل الأفكار واكتشاف الآخر وعاداته وتقاليده وتراثهِ ونمطِ عيشه، وهي من هذا المنطلق القناة التي عبرها تتواصل الشعوب وتتحاور وبها تُشاع قيم التّسامح والسلام في العالم.

وفي هذا الإطـــــار، يجــــدرُ بالهيئات الدولية والمنظمات والحكومات إيلاء جانب التكوين والتثقيف الأهمية القصوى من خلال برامج تأهيليّة تستهدف العاملين في قطاع السياحة في مختلف مواقعهم من أدلاّء سياحيين ومُقدّمي خدمات وواضعي برامج وذلك في سبيل سياحة عربية مستدامة ومتطورة وآمنة، مُراعية لظرفية مرحلة -ما بعد كورونا-، وحاملة لرسالة هادفة، ومُحافظة على المقوّمات البيئيّة وعلى الهويّة الثقافية، وضامنة لكرامة المشتغلين فيها ومُحقّقةً لأهداف التنمية المُستدامة المنتظرة منها.