بيان الألكسو بمناسبة اليوم العالمي للمدن

بيان الألكسو  بمناسبة اليوم العالمي للمدن

"المدن الذّكية تتحدّى اليوم جائحة كورونا"،
يتجدّد، منذ سنة 2013، احتفال المجموعة الدولية باليوم العالمي للمُدن، يوم 31 تشرين الأوّل/أكتوبر من كلّ عام. وتأتي هذه المُناسبة لتأكيد الرّغبة المُشتركة التي تحدُو البلدان والشُّعوب بجميع مناطق المعمُورة لمزيد التّعاون واستغلال الفُرص المُتاحة بينهم لإقامة شراكات ثُنائيّة ومُتعدّدة الأطراف، وبذل الجُهود بشكل منهجيّ واستراتيجيّ في التّخطيط الحضريّ والتّهيئة العمرانيّة لتستجيب مُدن المُستقبل لأهداف التّنمية المستدامة لعام 2030 وتبتكر الحلول المُلائمة لمُواكبة التوسّع الحضريّ الذي تحتدُّ وتيرته يوما بعد يوم، خُصوصا في هذا الظّرف الصحيّ الاستثنائيّ العالميّ، الذي يضع كلّ مدن العالم اليوم في الخطوط الأماميّة لمُواجهة سُرعة تفشّي وباء كورونا والحدّ من مضاعفاته وتوظيف إمكانيّات تكنولوجيا الاتّصالات الحديثة للتّخفيف من أضراره من ناحية، والحفاظ في نفس الوقت على دور المدينة في خلق فُرص العمل وإنتاج الثّروة وتقديم الخدمات الأساسيّة وضمان الإدماج الاجتماعي وتحقيق الرّفاه لسكّانها.
وتحت شعار، "المدن الذّكية تتحدّى اليوم جائحة كورونا"، تؤُكّد المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعُلوم انسجامها مع التوجُّهات العالميّة من أجل تطوير مُدننا ووضع البرامج الذكيّة لمُواجهة التحدّيات التي تعترضها بإعادة النّظر في كيفيّة تخطيطها وإدارتها، بما يضمن تحقيق استدامة حقيقية لمدن المستقبل، وتعبئة كلّ الإمكانيات والموارد المُتاحة لذلك، الخاصّة منها والعامّة، لتذليل الصّعوبات التي تحُول دون تحقيق التّنمية الحضريّة المرجوّة، وهي ذات المبادئ التي اقترحتها الألكسو ضمن التّقرير العالمي الذي قدّمته منظّمة اليونسكو إلى المؤتمر الثّالث للأُمم المتّحدة للإسكان (الموئل III) بكيتو (الإكوادور) في أكتوبر 2016، والتي تعمل على تجسيمها في أنشطتها وبرامجها في مجالات اختصاصها.
وتحرص المنظّمة من خلال مشاريعها الحاليّة وفي مُقاربتها الاستشرافيّة على أن تتجاوز المدن العربية، وخاصّة التي تمرّ منها بظروف استثنائية، كلّ المعُوقات التي تحُدّ من قدرتها على الاضطلاع بوظيفتها المجتمعية، وأهمُّها تكريس قيم المواطنة المسؤولة، وضمان حقّ الأجيال، الحاضرة والقادمة، في التّعليم والصحّة والعمل والسّكن اللاّئق والعيش الكريم في بيئة نظيفة. ولن يتحقّق المنشُود دون التزام قويّ بمزيد التّعاون والشّراكة بين المجتمع المدني والسكّان المحليّين والمؤسّسات الرسميّة، وكلّ الجهات الفاعلة على النّطاق العربيّ والعالميّ، وفي طليعتها المنظّمات الإقليميّة والدوليّة -الحكوميّة وغير الحكوميّة- ذات العلاقة، بالإضافة إلى الجهات المانحة، العربيّة والأجنبيّة، حتّى تُواصل المدينة العربيّة مُهمّتها وتتمكّن من المُحافظة على هُويّتها وذاكرتها بالنّهل من معين تُراثها الثقافي، بكلّ مكوّناته، وتوظيفه لتحقيق التّنمية المُستدامة، وللتّخفيف اليوم من التّكلفة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لوباء كورونا، للخروج من هذه الجائحة بأخفّ الأضرار.