بيان الألكسو بمناسبة اليوم العالمي للكوارث الطبيعية

بيان الألكسو بمناسبة اليوم العالمي للكوارث الطبيعية


في إطار مواكبة الاحتفالات العالمية باليوم العالمي للكوارث الطبيعية الذي يصادف (13 أكتوبر) من كل عام، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) إذ تشارك في الاحتفاء بهذه المناسبة، تتوجه إلى الجمهور العربي والمعنيين بشؤون الكوارث الطبيعية في الوطن العربي لتوعية المجتمعات في أنحاء العالم جميعاً بتعزيز الثقافة العالمية بكيفية إتخاذ الإجراءات للتقليل من خطر تعرضهم للكوارث، وزيادة الوعي حول أهمية كبح جماح المخاطر التي يواجهونها .
وبحسب الأمم المتحدة، فإن 226 مليون شخص يتأثرون سنوياً بالكوارث الطبيعية، فالكوارث الطبيعية من فعل الطبيعة، نتذكر بتعدد نمط الكوارث منها المناخي وعواملها تتجسد بالفيضانات والعواصف والثلوج، والجفاف والحرائق والرياح الساخنة والرملية، فضلاً عن الزلازل والبراكين وبعض الكوارث غير الطبيعية الناجمة من فعل الإنسان كقطع الأشجار وارتفاع نسبة غازات الدفيئة بالكون، والهجمة الصناعية التي ألقت بظلالها على المناخ العام في العالم لاسيما في العشرة السنين الماضية.
واليوم يتعرض العالم إلى كارثة بيولوجية هي جائحة فيروس كورونا وهذا النوع من الكوارث ينجم عنه الأمراض الفتاكة التي تصيب الإنسان وقد تؤدي إلى الموت، وهنا لا بد أن نعي أن الكوارث البيولوجية هي أدهى وأعمق من غيرها من الكوارث، لأنها تطور جديد للكائنات الحية من دون الأخذ بنظر الاعتبار تطور الكائنات الحية الأخرى، فكما الإنسان يطور دورة حياته نتيجة تفاعله مع البيئة فإن الكائنات الحية الأخرى تطور نفسها أيضاً لبروز أجيال بيولوجية أخرى ذات صفات جينية جديدة وقوية قادرة على الفتك بالحياة البشرية، لهذا فإن الحاجة باتت ملحة لإرساء حلول جذرية وخلاقة للتقليل من هذه الجائحة، وتؤكد منظمة الألكسو في هذا اليوم على بذل الجهود للتقليل من خطر الكوارث، وأن تعد الدول جميعاً أن مواجهة الكوارث الطبيعية إحدى القضايا الدولية المعاصرة، وإذكاء الوعي العالمي بالإجراءات والسياسات والممارسات الفاعلة المتعلقة بخفض التعرض للمخاطر على مستوى المجتمعات المحلية، وتفعيل التعاون الدولي، وتقديم الإغاثة الإنسانية بعد أي حدث كارثي، والتعاون في مجال الإنذار المبكر لحدوثها.
وفي هذا الإطار، وحيث أن موضوع الكوارث الطبيعية يكتسب أهمية كبيرة والوطن العربي ليس بمنأى عن أخطارها وتداعياتها، فقد أولت منظمة الألكسو ومنذ إنشائها، موضوع الكوارث الطبيعية الأهمية الذي يستحق، إذ تضمنت معظم استراتيجيات عمل المنظمة وخططها المتعاقبة وصولاً إلى الخطة الاستراتيجية للأعوام (2017-2022)، عديد من النشاطات التي تعنى بهذا المجال، وقامت بالتعاون مع المنظمات العربية والإقليمية والدولية عدة بإعداد إستراتيجية عربية للتخفيف من خسائر الكوارث الطبيعية، وتوضح العلاقة بين الإنسان والظواهر الطبيعية، وترشد القائمين على البرامج التنموية إلى أهمية الأخذ بهذا البُعد في التخطيط والتنفيذ، بهدف التخفيف قدر الإمكان من خسائرها فضلاً عن مشاركتها في الاجتماعات العربية والإقليمية والدولية التي تعنى بالكوارث الطبيعية والبيئية إدراكاً منها لأهمية هذين المجالين، والمساهمة في إثراء المعارف والخبرة العلمية وتبادلها وتغيير السلوك الاجتماعي وتحسينه حول هذه القضايا الحيوية، والتوعية بأهميتها كوسيلة ناجعة لحماية البيئة والمحافظة عليها، والمساهمة في نشر التجارب الناجحة وتعميمها للإفادة منها.