التقديم العام

     شهد العالم مع بداية القرن العشرين ثورة هائلة في تطوّر العلوم وتطبيقاتها التكنولوجية، شملت جميع مرافق حياة الإنسان وبيئته المحيطة، أرضا وفضاء، وحقّقت دفعا هائلا لعجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات الإنسانية، دون أن تغفل ما سبق أن عايشه الإنسان من عصور تكنولوجية، أهمّها عصور البخار والكهرباء والنفط والطاقة الذرية والفضاء، ومؤخّرا الإلكترونيات والمعلومات والجينات الوراثية...

      وبالرغم من الحرص على تسخير العلم والتكنولوجيا لخدمة الإنسانية، وتوفير حياة أفضل للإنسان المعاصر، فقد استغلت انطلاقة العلوم والتكنولوجيا، في عديد من الحالات، لتنال من قُدسيّة حياة الإنسان، ولتشكل تهديدا خطيرا للجنس البشري في حاضره ومستقبله. ومثال على ذلك ما أنتج من أسلحة للدمار الشامل، بما فيها وسائل الفتك الكيميائية وقنابل التدمير النووية والهيدرولوجية وكائنات الفتك البيولوجية، وما جرى من تسابق لتحقيق مكاسب ظرفية من خلال تحضير العديد من المبيدات الكيميائية السّامة، والتي تهدّد سلامة البيئة الإنسانية والحفاظ على تنوّعها البيولوجي.

     ومع ارتياد العلماء مجال الجينات الوراثية والتكنولوجية الحيوية الحديثة، كان هناك خشية من جنوح مسيرة تطور العلم والتكنولوجيا إلى ما فيه امتهان لكرامة الإنسان وتهديد لرصيده الجيني.

     ومع ارتياد العلماء مجال الجينات الوراثية والتكنولوجية الحيوية الحديثة، كان هناك خشية من جنوح مسيرة تطور العلم والتكنولوجيا إلى ما فيه امتهان لكرامة الإنسان وتهديد لرصيده الجيني.

     لقد أفاق العلماء على تفاقم الجوانب السلبية لاستخدامات التقدم العلمي والتكنولوجي، والتي من شأنها تهديد حياة الإنسان في حاضره ومستقبله، فسارعت الدول إلى البحث عن مقومات النجاة آخذة في الحسبان الاعتبارات الآتية :

  • ما ترتب من فجوة واسعة تفصل بين معدلات تطور العلم والتكنولوجيا في الدول المتقدمة، وتلك المحققه في سائر دول العالم، والسرعة التي تتزايد فيها تلك الفجوة اتساعا مع تسارع التطور العلمي والتكنولوجي.
  • ما تبادر إليه الدول المتقدمة من وضع أطر للضوابط الأخلاقية، والتي يمكن في حال تشريعها أن تتصدى للتحديات التي يشكلها جنوح العلم والتكنولوجيا، دون النيل من انطلاقة مسيرتي العلم والتكنولوجيا وإنجازاتهما.
  • ما تشهده المجتمعات الدولية من جدل حول العديد من القضايا الأخلاقية، انطلاقاً من واقع التباين الاجتماعي والفلسفي والعقائدي، ومن واقع اختلاف الآراء حول مفاهيم الأخلاقيات بين المجتمعات الإنسانية.

أخبار الشبكة

التاريخ .....

يعود اهتمام الألكسو بموضوع أخلاقيات العلوم والتقانة وضرورة قيامها بدور فاعل على الصعيد العربي في هذا المجال إلى بدايات العقد الحالي حيث أدرجت في موازنتها للدورة المالية 2001-2002 مشروعاً يقضي بتأليف مرجع علمي باللغة العربية يقوم بتحليل الأبعاد الأخلاقية والسلوكيات في مسيرة التقدم العلمي....

التاريخ .....

هناك جملة معطيات للأخذ بها في إطار مسيرة التقدم العلمي والتكنولوجي :

- امتلاك الوطن العربي تراثا عريقا من القيم والتقاليد التي تستند إلى أصول راسخة تكاتفت في إرسائها مختلف الجوانب الدينية والاجتماعية والفلسفية والتاريخية والتشريعية....

لم يتم إنشاء مجتوى للصفحة الرئيسية حتى الآن.